شهدت مبيعات المطاعم في السعودية خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية تعكس التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها المملكة في ظل رؤية 2030، فقد أصبح قطاع المطاعم أحد أبرز القطاعات نمواً وأكثرها جذباً للاستثمار مدفوعاً بزيادة مستويات الدخل والتوسع العمراني المتسارع، إلى جانب تغيرات ملحوظة في نمط الحياة والاستهلاك.
ومع تزايد عدد السكان وارتفاع الطلب على تجربة تناول الطعام خارج المنزل، باتت الأسواق المحلية في مدن مثل الرياض وجدة، تشهد تنافساً غير مسبوق بين العلامات التجارية سواء المحلية أو العالمية، مما يتطلب قراءة دقيقة للبيانات والإحصائيات المتعلقة بمبيعات المطاعم لفهم توجهات السوق والفرص المتاحة والتحديات التي قد تواجه اللاعبين فيه.
لذا سنأخذك في هذه المقالة في جولة تحليلية مدعّمة بالأرقام والمقارنات حول مبيعات المطاعم في المملكة لعام 2025 مع التركيز على أهم المدن والقطاعات المؤثرة لنرسم صورة واضحة للمشهد التنافسي الحالي والمستقبلي.
مع استمرار التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة، من المتوقع أن يُسجّل سوق المطاعم في السعودية نمواً ملحوظاً في عام 2025، حيث تشير التقديرات إلى أن حجم السوق سيتجاوز 24 مليار دولار مدعوماً بمعدل نمو سنوي مركب يُقدّر بنحو 7% منذ عام 2020، مما يعكس ارتفاع الطلب واتساع قاعدة المستهلكين.
ويبلغ عدد المطاعم في المملكة ما يزيد عن 80 ألف منشأة، تتوزع بشكل متفاوت بين المدن الكبرى، إذ تحتل الرياض المرتبة الأولى من حيث الكثافة والتنوع، تليها جدة والدمام، في حين تشهد المدن المتوسطة والصغيرة نمواً تدريجياً بفضل التوسع العمراني والمشاريع الجديدة.
ويضم السوق السعودي ثلاث فئات رئيسية من المطاعم تهيمن على المشهد، وهي الوجبات السريعة التي تحظى بإقبال واسع من مختلف الفئات العمرية، والمطاعم الفاخرة التي تستهدف شريحة الباحثين عن تجربة راقية، إضافة إلى المطابخ السحابية التي تعتبر من أحدث الاتجاهات في قطاع الأغذية كونها توفّر مرونة عالية في التشغيل، وتخفيضاً في التكاليف، مع التركيز على الطلبات الإلكترونية وخدمات التوصيل.
ويعكس هذا التنوع في نماذج التشغيل مرونة القطاع وقدرته على التكيف مع متغيرات السوق واحتياجات العملاء المتغيرة.
شهد قطاع المطاعم في المملكة العربية السعودية نمواً ملحوظاً خلال النصف الثاني من عام 2024، حيث بلغت مبيعات المطاعم والمقاهي نحو 23.957 مليار ريال سعودي (6.38 مليار دولار) مسجلة زيادة بنسبة 30.6% مقارنةً بنفس الفترة من عام 2022 وارتفاعاً بنسبة 3.6% عن النصف الأول من العام نفسه؛ ويمثل هذا الأداء القوي انعكاساً لتغيرات في سلوك المستهلكين وتوسع في خيارات تناول الطعام بالإضافة إلى الدعم الحكومي المتواصل للقطاع.
كما أظهرت البيانات أن الإنفاق على المطاعم والمقاهي شكّل ما نسبته 14.76% من إجمالي الإنفاق عبر نقاط البيع في النصف الثاني من عام 2024، مما يبرز أهمية هذا القطاع في الاقتصاد المحلي، وتُعزى هذه الزيادة إلى عدة عوامل، منها التوسع العمراني وارتفاع مستويات الدخل وتغير أنماط الاستهلاك بالإضافة إلى التوجه المتزايد نحو التجارب الغذائية المتنوعة
تُظهر هذه الأرقام أن قطاع المطاعم في السعودية ليس فقط في حالة نمو وإنما أيضاً محركاً رئيسياُ للإنفاق الاستهلاكي، مما يجعله مجالاً جاذباً للاستثمار ومؤشراً على التحولات الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.
تُعد مدينة الرياض من أكبر الأسواق المحلية من حيث مبيعات المطاعم، حيث تضم ما يزيد عن 18 ألف مطعم ومقهى تتنوع بين الوجبات السريعة والمطاعم العالمية الراقية والمطابخ المحلية التقليدية العربية، مما يعكس تنوع الذوق الاستهلاكي لسكان العاصمة.
وتشير التقديرات إلى أن الرياض تستحوذ على ما يقارب 35% من إجمالي مبيعات المطاعم في السعودية مما يدل على مكانتها كمركز اقتصادي وسكاني رئيسي، نظراً لعوامل عديدة مثل التوسع العمراني السريع وزيادة عدد السكان المقيمين والزوار إلى جانب ارتفاع مستويات الدخل وتفضيل نمط الحياة العصري الذي يشجع على تناول الطعام خارج المنزل أو طلبه عبر التطبيقات.
كما لعبت الاستثمارات في البنية التحتية والخدمات الذكية دوراً مهماً في دعم نمو القطاع، خاصة مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا لمعرفة كيفية إدارة مطعم ناجح بطريقة حديثة، وإدارة الطلبات والتوصيل داخل المدينة.
تُعد جدة من أكثر المدن تنوع في منتجات التجارة الإلكترونية في السوق السعودي، ولذلك تشهد مبيعات مطاعم جدة نمواً مستمراً بسبب التنوع الثقافي الواسع الذي ينعكس على تنوع المأكولات المقدمة، من الأطباق الشعبية السعودية إلى المأكولات العالمية والآسيوية والإيطالية، وهو ما يظهر بوضوح في أكثر من 14 ألف مطعم ومقهى موزعة على أنحاء المدينة.
وتُقدّر حصة جدة من مبيعات المطاعم في السعودية بنحو 25% من إجمالي السوق، مما يجعلها من أبرز المدن بعد الرياض من حيث حجم الإنفاق والاستهلاك الغذائي، كما تبرز في جدة فرص استثمارية واعدة في مجالات المطاعم السحابية والمفاهيم المبتكرة مثل "الداينينغ إكسبيرينس" والمطاعم المتنقلة، خاصة مع تزايد أعداد السكان والسياح وارتفاع الطلب على تجارب طعام مميزة، مما يفرض تنوع في أساليب التسويق للمطاعم والمؤسسات الغذائية.
ومع ذلك، يواجه السوق المحلي تحديات تتعلق بالمنافسة العالية وارتفاع التكاليف التشغيلية والحاجة المستمرة لمواكبة التطورات الرقمية وابتكار طرق جديدة لجذب العملاء والحفاظ على ولائهم.
لا يمكن فهم الارتفاع الملحوظ في مبيعات المطاعم في السعودية دون التطرق إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، التي أسهمت في تشكيل ملامح السوق خلال السنوات الأخيرة، وهي كالتالي:
تغير أنماط الحياة: كازدياد الاعتماد على تناول الطعام خارج المنزل أو عبر الطلبات الإلكترونية خاصة بين فئة الشباب والعائلات
التحول الرقمي: ويتمثل بالاعتماد المتزايد على تطبيقات وأنظمة الشحن التوصيل ونظم إدارة المطاعم كنظام الحجر ونظام الطلب اونلاين والدفع الإلكتروني مما سهّل تجربة العميل ورفع كفاءة التشغيل.
الدعم الحكومي ورؤية 2030: مثل وجود تسهيلات في تراخيص المشاريع وتحفيز الاستثمار في القطاع الغذائي وتكثيف الفعاليات التي تشجع على تجربة الطعام.
النمو السكاني والعمراني: ساهم التوسع في المناطق الحضرية وزيادة عدد السكان في تنامي الطلب على خيارات الطعام المتنوعة.
التنوع الثقافي والذوقي: أدى تنوع السكان إلى اتساع قاعدة المستهلكين وارتفاع الطلب على مأكولات من مطابخ متعددة.
ارتفاع مستويات الدخل: ساعد على زيادة الإنفاق على الطعام خارج المنزل كمظهر من مظاهر الرفاهية والراحة.
انتشار ثقافة تجربة الطعام: توجه المستهلكين نحو تجارب طعام مميزة مما شجع المطاعم على الابتكار والتوسع.
رغم النمو المتسارع الذي يشهده قطاع المطاعم في المملكة، إلا أن قطاع المطاعم في السعودية لا يخلو من تحديات جوهرية تواجه أصحاب المشاريع والعاملين فيه، والتي قد تؤثر على دوام الأرباح وتوسّع الأعمال إن لم تُدار بحكمة ومرونة، ومن أبرز هذه التحديات
ارتفاع تكاليف التشغيل: ويشمل ذلك الإيجارات وأجور العمالة وفواتير الخدمات، مما يضع ضغطاً على هوامش الربح.
ارتفاع أسعار المواد الخام: بسبب الاعتماد على الاستيراد والتقلبات العالمية في سلاسل التوريد.
المنافسة الشديدة: وذلك بين العلامات التجارية المحلية التي تملك ولاءً جماهيرياً، والعلامات العالمية التي تدخل السوق بإمكانات ضخمة.
تغير تفضيلات المستهلكين: الحاجة المستمرة لمواكبة الاتجاهات الجديدة مثل الأطعمة الصحية والنباتية والتجارب المبتكرة.
تحديات التوصيل واللوجستيات: خاصة في المدن الكبيرة مع ازدياد الاعتماد على الطلبات الخارجية، وتنوع طرق الطلب الالكتروني للمطاعم الحديثة.
الضغط على المشاريع الصغيرة والمتوسطة: بسبب قلة الموارد وصعوبة مواكبة المنافسة والابتكار.
أهمية التواجد الرقمي: إذ لم يعد كافياً تقديم طعام جيد فقط، بل يتطلب الأمر معرفة أهم أدوات واستراتيجيات التسويق الرقمي للمطاعم في السعودية، مع حضور فعال على التطبيقات والمنصات المختلفة.
مع التغيرات المستمرة في سلوك المستهلك، والتوسع الحضري، ودعم الحكومة السعودية للمشاريع والخدمات، تشير التوقعات إلى أن مبيعات المطاعم في السعودية ستواصل صعودها بقوة حتى عام 2030، مما يجعل هذا القطاع واحداً من أكثر المجالات جذباً للاستثمار والنمو، وإليك أهم التوقعات المستقبلية الأخرى:
نمو متواصل في حجم السوق: من المتوقع أن يتجاوز حجم سوق المطاعم في السعودية 30 مليار دولار بحلول عام 2030 بسبب زيادة عدد السكان وارتفاع معدلات الإنفاق وتوسّع المدن.
ارتفاع الطلب على الأطعمة الصحية والنباتية: تزايد وعي المستهلكين خاصة من فئة الشباب سيدفع العلامات التجارية لتقديم خيارات غذائية صحية ومفاهيم جديدة في الطعام.
توسع استخدام التكنولوجيا: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وأدوات تحليل البيانات لتحسين تجربة العملاء وإدارة العمليات بكفاءة.
انتشار المطابخ السحابية: والتي ستكون حل اقتصادي ومرن لتلبية الطلب المتزايد على التوصيل وخفض التكاليف التشغيلية.
تطور نماذج التشغيل والتسويق: الحاجة إلى تطوير مفاهيم طعام جديدة والتوسع في التسويق الرقمي والتواجد القوي على المنصات الإلكترونية.
دور متزايد للاستدامة: سيكون هناك توجّه نحو تقليل الفاقد الغذائي واستخدام مواد تغليف صديقة للبيئة وذلك استجابة لاهتمام المستهلكين بالقيم البيئية.
في الختام، يمكن القول أن قطاع المطاعم في السعودية أظهر خلال السنوات الأخيرة مرونة كبيرة وقدرة هائلة على النمو والتطور، ومع ازدياد التحديات والتنافس في السوق لم تعد جودة الطعام وحدها كافية لضمان النجاح بل أصبح من الضروري امتلاك أدوات ذكية لإدارة الطلبات، وتحسين تجربة العملاء وتحقيق الكفاءة التشغيلية.
وهنا يأتي دور أوردرات كمنصة متكاملة تساعد أصحاب المطاعم والمقاهي على إدارة أعمالهم باحتراف، فلو كنت تطمح إلى أن تكون جزءاً من مستقبل قطاع المطاعم المزدهر في المملكة، فاجعل اوردرات شريكك المثالي للنجاح والنمو المستدام.
مبيعات مطاعم الرياض ، مبيعات مطاعم جدة ، مبيعات المطاعم الأونلاين في السعودية ، تطور المطاعم مع رؤية المملكة 2030
Ordrat @ 2025. جميع الحقوق محفوظة.